أطلقت أبوظبي مبادرة محدودة المدة تسمح للمستثمرين بتجديد أو تحديث التراخيص الاقتصادية التي ظلت غير نشطة لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، مع منح إعفاء كامل من رسوم التجديد المتأخر. وتمثل هذه الخطوة، التي تهدف إلى تشجيع الامتثال ودعم استمرارية الأعمال، خطوة أخرى في استراتيجية الإمارة لتعزيز قدرتها التنافسية وجذب الاستثمار.
المرحلة الأولى: نافذة تجديد تراخيص ما قبل 2010
أعلنت هيئة التسجيل والترخيص في أبوظبي (ADRA) أنه خلال شهر نوفمبر 2025، سيتمكن المستثمرون الذين انتهت تراخيصهم قبل عام 2010 من تسوية أوضاعهم دون التعرض لأي غرامات تأخير في التجديد. عادةً ما يتم نقل التراخيص التي ظلت غير متجددة لمدة ثلاث سنوات أو أكثر إلى سجل منتهي الصلاحية وتصبح عرضة للإلغاء. ومن خلال فتح فترة السماح هذه، تهدف ADRA إلى تسهيل العملية للمستثمرين المتأثرين وإعادة دمج الشركات الخاملة في الاقتصاد الرسمي.وسيتم الإعلان عن الجدول الزمني للتراخيص التي انتهت صلاحيتها بعد عام 2010 في مراحل لاحقة. وأكدت ADRA أن هذا النهج المرحلي يسمح بالتنفيذ السلس ويضمن حصول جميع أصحاب الأعمال على وصول عادل إلى تدابير الدعم.
دعم بيئة الأعمال المتنامية
وقال محمد منيف المنصوري، مدير عام هيئة أبوظبي للاستثمار، إن المبادرة تعزز جهود الإمارة لتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية والحفاظ على ثقة المستثمرين.وأضاف: “تدعم هذه المبادرة سهولة ممارسة الأعمال التجارية من خلال السماح للمستثمرين بتسوية التراخيص منتهية الصلاحية، مع تبسيط العمليات التي تمكنهم من اغتنام الفرص الواعدة في اقتصاد أبوظبي الديناميكي”.وأضاف أن توسيع نطاق الأهلية لتشمل التراخيص التي انتهت قبل عام 2010 يؤكد التزام أبوظبي بتقديم الدعم الشامل لجميع مشغلي الأعمال.وأشار المنصوري: “يظل تركيزنا منصبًا على تقديم حلول فعالة وصديقة للأعمال تعمل على تبسيط عملية الترخيص بدءًا من الإعداد وحتى كل مرحلة من مراحل دورة الحياة التشغيلية”.
السياق الاقتصادي والأداء
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد أداءً اقتصاديًا قويًا في جميع أنحاء أبوظبي. وفي النصف الأول من عام 2025، ارتفع عدد التراخيص التجارية النشطة بنسبة 19% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، مما يعكس ثقة المستثمرين القوية.ووفقاً لمركز الإحصاء – أبوظبي، نما الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنحو 4 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2025، ليصل إلى 306.3 مليار درهم (83.4 مليار دولار). وكان النمو مدفوعا في المقام الأول بالقطاع غير النفطي، مما يسلط الضوء على استمرار تنويع رأس المال بعيدا عن النفط والغاز.وارتفعت التجارة الخارجية غير النفطية بنسبة 34.7 في المائة في النصف الأول من العام إلى 195.4 مليار درهم، مما يؤكد مكانة أبوظبي كمركز إقليمي تنافسي للتجارة والاستثمار.
جزء من أجندة الإصلاح الأوسع
يتماشى برنامج تجديد الأعمال مع سلسلة من الإصلاحات والتحديثات التنظيمية المصممة لتعزيز نظام بيئي صديق للمستثمرين. وعلى مدى السنوات الأخيرة، أدخلت أبوظبي عمليات ترخيص مبسطة، وقوانين ملكية مرنة، وحوافز مستهدفة لجذب الشركات المحلية والدولية.ومن خلال الجمع بين المرونة الإدارية والنمو الاقتصادي المستدام، تعكس مبادرة الترخيص الجديدة رؤية أبوظبي الأوسع: الحفاظ على بيئة أعمال شفافة وسهلة الوصول ومتطلعة إلى الأمام تدعم رواد الأعمال وتعزز مكانة الإمارة كوجهة استثمارية عالمية.