وضعت تركيا والمملكة المتحدة يوم الاثنين اللمسات النهائية على اتفاق تاريخي بقيمة 8 مليارات جنيه إسترليني (10.7 مليار دولار) لبيع 20 طائرة من طراز يوروفايتر تايفون، وهو ما يمثل أول طلب جديد للطائرات المقاتلة بريطانية الصنع منذ عام 2017. وتم توقيع الصفقة في أنقرة خلال الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى تركيا، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.وقال ستارمر في حفل التوقيع: “قد يقع بلدينا على طرفي أوروبا، لكننا شركاء أقوياء، ونعمل معًا بشكل أوثق الآن أكثر من أي وقت مضى”. وأضاف أن الاتفاق “سيعزز الأمن في جميع أنحاء حلف شمال الأطلسي، ويعمق تعاوننا الدفاعي الثنائي، ويعزز النمو الاقتصادي هنا وفي المملكة المتحدة، ويؤمن 20 ألف وظيفة بريطانية”.ووصفت وزارة الدفاع البريطانية الأمر بأنه “أكبر صفقة طائرات مقاتلة منذ جيل”، مشيرة إلى أنه سيعزز القدرات القتالية التركية ويعزز وجود الناتو في منطقة رئيسية. وقال ستارمر إن الاتفاقية توفر أيضًا خيارًا للمبيعات المستقبلية لطائرات إضافية.وأشاد أردوغان بالصفقة باعتبارها “رمزا جديدا للعلاقة الاستراتيجية بيننا كحليفين وثيقين”، وشكر الأعضاء الآخرين في اتحاد يوروفايتر – ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا – على “نهجهم البناء”. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، تسارعت وتيرة المفاوضات بعد أن رفعت ألمانيا حق النقض (الفيتو) على الصفقة في يوليو/تموز، في أعقاب التوترات بشأن موقف أنقرة من حرب غزة.وتتفاوض تركيا أيضًا للحصول على 12 طائرة تايفون مستعملة من قطر و12 طائرة من عمان، بالإضافة إلى 20 طائرة جديدة، وفقًا لوكالة أسوشييتد برس للأنباء.ويُنظر إلى عملية الشراء على أنها جزء من جهود أنقرة لتحديث قوتها الجوية في انتظار نشر طائرتها المقاتلة من الجيل الخامس KAAN المطورة محليًا، والتي من المتوقع أن تدخل الخدمة قبل عام 2028.وقام ستارمر، برفقة وزير الدفاع جون هيلي وقائد القوات الجوية المارشال هارف سميث، بزيارة منشأة الصناعات الفضائية الجوية التركية في أنقرة، حيث تلقى إحاطة حول مشروع KAAN.لكن الزيارة جاءت وسط جدل حيث وجه المدعون الأتراك اتهامات جديدة بالتجسس ضد رئيس بلدية اسطنبول المعارض المسجون أكرم إمام أوغلو، وهو منافس سياسي رئيسي لأردوغان. وقال المتحدث باسم ستارمر، توم ويلز، إن المملكة المتحدة أثارت قضايا حقوق الإنسان “على عدد من المستويات”، مضيفًا أن لندن تتوقع من تركيا “التمسك بالتزاماتها الدولية وسيادة القانون، بما في ذلك الحق في محاكمة عادلة”.وتسعى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أيضًا إلى العودة إلى برنامج الطائرات المقاتلة F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي تم استبعادها منه في عام 2019 بعد شرائها أنظمة صواريخ S-400 روسية الصنع، والتي اعتبرتها واشنطن خطرًا أمنيًا.وقال أردوغان إن صفقة يوروفايتر تمثل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الدفاعية مع بريطانيا، حيث تهدف تركيا إلى بناء أسطول متوازن من طائرات يوروفايتر وطائرات إف-16 وإف-35 قبل دخول طائرة كان إلى الخدمة.