ماذا يحدث في السودان؟ الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية خطيرة بعد سقوط الفاشر

أصبحت مدينة الفاشر، في شمال دارفور، مركزاً لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم بعد سقوطها في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية. وتأتي عملية الاستيلاء على السلطة بعد حصار دام 18 شهرًا وأدى إلى عمليات قتل جماعي ومجاعة واسعة النطاق ونزوح جماعي، وفقًا للأمم المتحدة.

كيف وصلنا إلى هنا؟

بدأ الصراع في أبريل 2023، عندما انقلبت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – اللذين كانا حليفين سابقًا – على بعضهما البعض في صراع للسيطرة على مستقبل السودان العسكري والسياسي. وقامت قوات الدعم السريع، التي انبثقت عن ميليشيات الجنجويد المتورطة في فظائع سابقة في دارفور، بفرض حصار على الفاشر وشددت سيطرتها تدريجياً على المراكز الحضرية في منطقة دارفور.

ماذا حدث في الفاشر؟

وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، حذر منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة توم فليتشر من “تقارير موثوقة عن عمليات إعدام واسعة النطاق” وأعمال عنف من منزل إلى منزل. وقال لمجلس الأمن: “يتم اغتصاب النساء والفتيات، وتشويه الناس وقتلهم – مع الإفلات التام من العقاب”. وتظهر أحدث صور الأقمار الصناعية والتحقيقات مجموعات من الجثث في الفاشر، وتشير إلى وجود نمط من العنف المتعمد والموجه على أساس عرقي.

خسائر إنسانية ونزوح

إن حجم المعاناة مذهل. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد سكان الفاشر انخفض بنسبة 62 في المائة هذا العام مع فرار المدنيين من العنف والجوع. ويواجه ما يقدر بنحو 24 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وتعاني بعض المناطق بالفعل من المجاعة. وصفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع في دارفور وكردفان بأنه أزمة نزوح “الأسوأ من نوعها”.

الآثار الإقليمية

ووصفت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا، الاستيلاء على الفاشر بأنه “تحول كبير في الديناميكيات الأمنية” وحذرت من العنف العرقي والفظائع الجماعية واتساع منطقة الحرب في جميع أنحاء السودان بما في ذلك كردفان والنيل الأزرق.

ما هو الرد الدولي؟

وقد أعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن “قلقه البالغ” إزاء تصاعد العنف في المدينة وما حولها، لكن تنفيذ المساعدات والحماية لا يزال ضعيفاً. وحثت فليتشر على “اتخاذ إجراءات فورية وقوية” لوقف تدفق الأسلحة إلى الصراع وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وقال: “دماء على الرمال… دماء على الأيدي”.

لماذا يهم

يشير سقوط الفاشر إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر الآن على جميع المراكز الحضرية الرئيسية في دارفور، مما يزيد من احتمال حدوث تقسيم فعلي وصراع طويل الأمد في السودان. ويواجه المجتمع الدولي اختبارا حاسما حول ما إذا كان سيتحرك لحماية المدنيين ودعم حقوق الإنسان – أو سيسمح بانهيار إنساني واسع النطاق.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

0035c2272a